وقام الرسول يواسي أسر الشهداء ويرعاهم وأمر بإحضار بني جعفر فلما حضروا تشممهم وذرفت عيناه ولما أتاهم النعي قال لأهله:أصنعوا لآل جعفر طعاماً فقد أتاهم أمر يشغلهم وعرف فى وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم الحزن
ولما دنا الجيش من حول المدينة تلقاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون وأساء الناس استقبالهم وجعلوا يحثون على الجيش التراب ويقولون يا فرار فررتم في سبيل الله ،وذلك لقلة معرفتهم بأبعاد المعركة التي خاضوها وكيف أنه لم يكن هناك تكافؤ بين المسلمين فى العدة ، ولذلك وجدنا الرسول صلى الله عليه و سلم يدافع عنهم وينفى عنهم تهمة الفرار فقال ليسوا بالفرار ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى
أثر سرية مؤته
أثر إنسحاب المسلمين من هيبة الاسلام عند قبائل العرب الساكنة بين المدينة والشام والدائرة فى فلك الرومان والتي لم تنجح سرية مؤتة في تأديبهم والقصاص منهم لقتل الحارث مبعوث النبي صلى الله عليه و سلم وانتشرت فملأ شائعة مؤداها أن جمعا من قضاعة فى شمال المدينة تهيأ للزحف على المدينة
فأرسل النبى فى جمادى الآخر سنة ثمان من الهجرة حملة بقيادة عمرو بن العاص لكبح جماح هؤلاء المعتدين وكان عددهم ثلاثمائة رجل
ثم ارسل عمرو يطلب مددآ فأمده الرسول بجيش يقوده أبو عبيد بن الجراح فى مائتين من أصحابه منهم أبو بكر وعمر بن الخطاب فكان جميعهم خمسمائة مقاتل ، وقد استطاع هذا الجيش الاسلامي أن يشن هجوما عنيفا على هذه القبائل حتى فرقوهم وردوا إلى القبائل المتحالفة طمأنينتهم وأرجعوا هيبة المسلمين على الحدود الشمالية وتسمى هذه الحملة (سرية ذات السلاسل) وبهذا أصبح المسلمون أقوى عنصر سياسي في شمال بلاد العرب إن لم يكن فى بلاد العرب