وجوب العمل الجماعي
إن من فطرة الله سبحانه وتعالى للإنسان أن جعله كائنا اجتماعيا
بطبعه, يتأثر بصلاح مجتمعه فيصلح, أو بفساده فيشقى لذلك كانت جهود المصلحين
عبر التاريخ منصبة على المجتمعات وكان التغيير فيها يتم بعد تبني جماعة ما
لمنهج إصلاحي معين؛ لأن الفرد بطاقاته المحدودة وعمره المحدود لا يستطيع
أن يحقق الأهداف إذا لم يضم جهده إلى غيره, فبأي منطق سيكون للأفراد فيه أثر أو تغيير؟ وقد أوجب الله العمل الخيري الجماعي على المسلمين من أجل التمكين الذي ارتضاه لهم وأدلة الوجوب كثيرة من الكتاب والسنة
ويمكننا أن ندلل في عجالة على مشروعية العمل الجماعي بهذه الأدلة -
أ- الدين يأمرنا بالاتحاد والتعاون على البر والتقوى، وهذا من أخصّ
أعمال البر والتقوى وأهمها وأشدها خطرًا(وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا
تعاونوا على الإثم والعدوان ب - القرآن يطالبنا بالعمل الجماعي فيقول: (ولتكن منكم أمَّةٌ يدعون
إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون). والأمة
ليست مجموعةَ أفرادٍ مُتناثرين ولا مجرَّد جماعة ومن السنة -
قوله صلى الله عليه سلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان قوله صلى الله عليه سلم: (يد الله مع الجماعة
شروط العمل الخيري الجماعي الناجح
يشترط لنجاح العمل شروط نجملها فيما يلي -
الاستمرار وعدم الانقطاع: المؤدي إلى الانهيار, بمعنى ربط المصير
بالعمل في مختلف مراحل الحياة. تماسك الجمعية وسلامتها من الداخل: وذلك بحرص كل عضو على السلامة
الداخلية , وبتقوية روابط الأخوة والمحبة,
وبتكافل الأفراد اجتماعيا الصبر وعدم استعجال النتائج: فمهما بذلنا من جهد ومهما طالت بنا المدة فإننا مطالبون بالعمل وعلى الله النتائج. الأمل والثقة بالله: من خلال استشعار حقيقة أنَّ المستقبل لهذه الجمعية وأن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسرا.
|