السلام عليكم و رحمة الله بسم الله.. والحمدلله والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد
بعد أيام سنستقبل يوم عاشوراء ... من أعظم أيام الله
وهذا ملف متكامل أحاول فيه إن شاء الله تعالى جمع ما تعلق بهذا الموضوع للفائدة
*************** شهر الله المحرّم فإنَّ الله تعالى فَضَّل بعض الأيام على بعض ، وبعض الشهور على بعض ، ومن ذلك
شهر
الله المحرم ، فقد اختصه الله بإضافته إليه ولا يضيف الله تعالى إليه
إلا ما كان عظيماً ، كبيته الحرام ، وكعبته المشرفة ، وأجر الصيام ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( قال الله تعالى : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به .)) متفق عليه
**وهو أول شهور السنة الهجرية وأحد الأشهر الحُرُم التي قال الله تعالى فيها:
إ ِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي
كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ
حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ
أَنْفُسَكُمْ [التوبة:36
**وعن أبي بَكْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم :
{السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ: ثَلاثَةٌ
مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ
مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ } [رواه البخاري 2958]
والمحرم سمي بذلك لكونه شهراً محرماً وتأكيداً لتحريمه. وقوله تعالى: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ أي: في هذه الأشهر المحرمة لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها وعن ابن عباس في قوله تعالى: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ في كلهن ثم اختص من ذلك أربعة أشهر فجعلهن حراماً وعظّم حرماتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم وقال قتادة في قوله: فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ
إن الظّلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواها. وإن
كان الظلم على كل حال عظيماً، ولكن الله يعظّم من أمره ما يشاء، وقال: إن
الله اصطفى صفايا من خلقه: اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً،
واصطفى من الكلام ذكره، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضان
والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلة
القدر، فعظموا ما عظّم الله، فإنما تُعَظّم الأمور بما عظمها الله به عند
أهل الفهم وأهل العقل. ( انتهى ملخّصا من تفسير ابن كثير رحمه الله: تفسير سورة التوبة آية 36 ).
فضل الإكثار من صيام النافلة في شهر محرّم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
{ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ } [رواه مسلم 1982
قوله: { شهر الله } إضافة الشّهر إلى الله إضافة تعظيم، قال القاري: الظاهر أن المراد جميع شهر المحرّم ولكن
قد ثبت أنّ النبي صلى الله عليه و سلم لم يصم شهراً كاملاً قطّ غير رمضان
فيُحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصّيام في شهر محرم لا صومه
كله ولما كان شهر الله المحرم مضافاً إلى
الله تعالى ، وأجر الصيام مضافاً إليه كذلك ، ناسب أن يختص هذا الشهر
بالصيام ، وأصبح صيامه من أعظم الأعمال الصالحة التي اختص بها .
فعن أبي هريرة t قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم : أي الصيام أفضل بعد شهر رمضان ؟ قال:(( أفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم . )) رواه مسلم
وهذا صريح في أنَّ خير ما يتطوع به الإنسان من الصيام المطلق : صيام شهر الله المحرم
وعن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
(( إن كنت صائماً – بعد شهر رمضان – فصم المحرم ، فإنَّه شهر الله ، فيه يوم تاب فيه على قوم ، ويتوب فيه على قوم آخرين . ))رواه الإمام أحمد والترمذي
فأفضل صيام التطوع المطلق: أن يصوم المسلم أياماً من شهر الله المحرم .
أما صيام التطوع المقيد: فأفضلها ما كان من لواحق شهر رمضان ،لكونه كالسنن الرواتب لصلاة الفريضة
، وهو صيام شهر شعبان ، وست من شوال ، لكونها أياماً اكتسبت قوة فضيلتها
من رمضان ، إلا ما كان من صيام عشر ذي الحجة ، فهو أفضل ، لورود النص عن
رسول الله e في تفضيل العمل الصالح فيها على غيرها من الأيام .
فيكون بذلك أفضل صيام التطوع المقيد : صيام عشر ذي الحجَّة ، ثمَّ صيام شعبان وست من شوال ، وأفضل صيام التطوع المطلق : صيام شهر الله المحرم ، وأفضله : عشره الأول يوم عاشوراء
عاشوراء
هو اليوم العاشر من شهر محرّم، ولهذا اليوم مزية ولصومه فضل قد اختصّه
الله تعالى به، وحثّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
وهو
اليوم الّذي أنجى الله تعالى فيه موسى عليه السّلام وقومه وأغرق فرعون
وقومه فصامه موسى شكرًا، ثمّ صامه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، لما رواه
ابن عباس رضي الله عنهما قال: ''قدم
رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء،
فسئلوا عن ذلك، فقالوا: هذا اليوم الّذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل
على فرعون، فنحنُ نصومه تعظيمًا له، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
''نحن أولى بموسى منكم، فأمر بصيامه''، أخرجه البخاري ومسلم. وفي
رواية لمسلم: ''فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه..''. أمّا فضل صيام يوم
عاشوراء فقد دلّ عليه حديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الّذي رواه أبو
قتادة رضي الله عنه، وقال فيه: سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: (أحتسب على الله أن يكفّر السنة الّتي قبله)، أخرجه مسلم
ولو
صام المسلم اليوم العاشر لحصل على هذا الأجر العظيم، ولو ضمّ إليه اليوم
التاسع لكان أعظم في الأجر، لما رواه ابن عباس رضي الله عنه أنّ النّبيّ
صلّى الله عليه وسلّم قال:''لئن بقيت، أو لئن عشت، إلى قابل لأصومَنَّ التاسع
و قد صدق الشاعر حين قال
شهرُ الحرامِ مباركٌ ميمـونُ والصومُ فيه مضاعفٌ مســنونُ
وثوابُ صائمهِ لوجهِ إلهـــهِ في الخـلدِ عند مليكِهِ مخـــــزونُ
|